يمثل السلامـ بالخشومـ عادة من العادات المتأصلهـ في شبهـ الجزيرة العربية..
هـو أسلـوب للسلامـ قـديـمـ وعـريـق وفيـهـ من الأصالة العـربيـة شكلا ومضمونا ..
حيـــــث يكون السلامـ عندما يلاقي شخـص آخـر بضرب الخشـومـ لبعضها البعض بضـربة أواثنتين
وإلى ثلاث فقط عند البعض ،
أو يكون التقبيل على الخشمـ من الشخص الصغير في السن ،
أو المستوى والمكانة للآخر الكبير في السن أو المكانة ..
لماذا الأنف ؟
تساءلنا جميعا لمـ الخشمـ بالذات فنقول :
ان الخشمـ بمعنى الأنـف ، يمثل موطن ( العـزة والرفعة والأنفَة ) عند الإنسان العربي بشكل عامـ
وقــد ورد الأنف في كـثـيـر مـن الأبيات الشعـرية القديمة كـرمـز من رموز الهيبهـ والعظـمـة ،
ومن أمثالنا الشعبية ما يعـبـر عـن ذلك كالمثل الشعبي الذي يقـول ( ارْبـيــك خَشْـمك )
أي أن صـديقـك هـو خشمك ، فهـو الذي لا تستطيع الاستغناء عنهـ ، لأنهـ عضـو التنفس ومصـدر
حياة الإنسان ، وهو مصدر كبرياء وخيلاء الإنسان ، حيث يقال .. (رغما عن أنفهـ) .. عند التحدي ،
( مرّغ أنفهـ في التراب ) عند الهزيمهـ ، أو ( لمـ يحشر أنفهـ في الموضوع ) بمعنى قوة التدخل
في الأمور.. أو (على خشمي) إذا ما هممت بتلبية طلب وخدمة ما .. وهكذا ..
وعن السلامـ بالخشومـ ، وكيفية تأديتهـ ، ومتى ، وبين من؟
الكثير من الناس وفي مناطق كثيره بالجزيره يعتبرون السلامـ بالخشومـ هو سلامـ الحشمة والسلامـ الشامخ ، فالخشمـ دلالة للمجد والشموخ والرفعة ، وطريقةالسلامـ بالخشوم عادة
من عادات العرب الأولين في الخليج العربي بشكل عامب حـيث يكون من طـرف الخشـمـ ، وخلالها يمكـن أن يكـون الشخصان طلقاء اليدين ، أو يضع الشخص الأول يده اليمنى في دفـة الطــرف الأيسـر مـن الصـدر للشخص المقابل ، وبالمثــل للشخص الثاني على أن يلامس كل منهما خشمـ الآخـر مـرة أو مرتين أو ثلاث مرات بشكـل متتال وسريع ودون كلامـ .. بعدها تبدأ المحاورة .. وهو أن يسأل كل شخص الآخر عن أحوالهـ وأحوال أهلهـ وأخباره ..
وعند بعض القبائل يكون السلامـ بملامسة الخشمـ مرة واحدة فقط ، وعندما يسلمـ الشخص على من يكبره سنا ومكانة كالشيوخ أو شيخ القبيلة ، يقبل خشمهـ في بادئ الأمر ثمـ يوايهـ بالشكل العادي مرة واحدة ، وإذا كان الشخـص يسلمـ على والده ، ومن هو كبيـر في السن من قبيلتهـ يقوم بتقبيلهـ على رأسهـ
وأوقات أخرى .. للترضية .. في حال الاعتذار يكفي أن تقبّل أنف صديقك كعربون إعتذار ..
يعني لما احد يقول لك ( خـشـمـك ) لاتمانع << تراه يعزك