الظهوريين و القواسم
يرتبط الظهوريين بالقواسم برباط يعود إلى ماضي القرون التليدة وذلك من خلال الروابط السياسية والإقتصادية والإجتماعية وهذا الأمر معروف غير منكر فإذا ما ذكرت الظهوريين في رؤوس الجبال صار لزاما أن تذكر القواسم سادة تلك المنطقة منذ عدة قرون
فولاء الظهوري دائما وأبدا للقواسم في الماضي والحاضر وفي هذا الكثير من الدلائل والإشارات القديمة ،حيث كانت قوة الهولة البحرية تتمركز في بعض الأحيان في خصب منذ عدة قرون وكانت بزعامة القواسم وكان الظهوريين من أبناء خصب وما جاورها ضمن أفراد هذه القوة البحرية العظيمة التي سطرت أروع التضحيات ومعاني الفداء والإستشهاد على صفحات التاريخ
وفي ذلك يذكر لوريمر في دليله من خلال سرد حادثة خط التلغراف بأن الشيخ سليمان الظهوري شيخ قرية حبلين أبلغ الرائد ديسبرو بأن أهل القرية (الظهوريين)تابعون لشيخ الشارقة القاسمي
وأيضا يذكر لوريمر حول ذكر أهل فلم وشابوص وشيصة فقال بأنهم كانوا مستقلين في قراهم وتابعين لشيخ الشارقة القاسمي في موسم التمور
وذكر أيضا أن شيخ مكاكة(مقاقة) أبلغهم بأنه قد استلم أوامره من الشيخ القاسمي بعدم معارضة مد خط التلغراف بأي شكل من الأشكال
ويقول د.محمد مرسي في كتابه دولة الإمارات العربية المتحدة وجيرانها :أن الظهوريين حنابلة سلفية وغافرية الميل السياسي ،وهذا أثر من سيادة القواسم في الماضي على كل منطقة رؤوس الجبال
هذا فيض من بحر حول الولاء السياسي للقواسم لدى الظهوريين فهذا الولاء يورثه الآباء للأبناء ويستشعره الفرد منهم في حياته ويومه ،ولا ننسى الحادثة المعروفة بمد خط التلغراف حيث يقول د. محمدمرسي:بأن الظهوريين أصروا على ضرورة الحصول على إذن من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي الذي يدينون له بالولاء
ويؤكد هذا المنهاج السياسي للظهوريين الأستاذ عبدالله الطابور حيث يقول:ينتمي الظهوريون إلى الحزب الغافري ومن القدم عرفوا بولائهم للقواسم
كما ارتبط الظهوريين أيضا برباط إقتصادي بالقواسم حيث كانت الجماعات الظهورية تنزح إلى دبا وخورفكان ورأس الخيمة لتبيع وتشتري شتى أنواع السلع من الأقمشة والمنسوجات والأغنام أو ما يسمى اليلب وكذلك التمور
ويقول كتاب دولة الإمارات العربية المتحدة وجيرانها :وفي الربيع يهاجر الظهوريون في جماعات إلى الخور ودبا للعمل في أحراش النخيل،وهذه علاقة إقتصادية ربطت بينهم وبين القواسم برباط وثيق في الماضي
وكذلك إرتبط الظهوريين بالقواسم اجتماعيا فمنذ الوهلة الأولى لإعتناق القواسم الدعوة الوهابية اعتنق الظهوريين هذه الدعوة المجددة حيث يقول د.محمد مرسي :الظهوريين حنابلة سلفية وغافرية الميل السياسي،ويقول فالح حنظل:وقد أيد الحركة السلفية الوهابية الحزب الغافري كله في عمان ومنطقة الإمارات
وليس أدل من ذلك على عادة الرزفة الظهورية والتي يطلقون عليها الوهابية
هذا الولاء السياسي والإقتصادي والإجتماعي للقواسم لدى الظهوريين جعلهم حكامهم ومرجعيتهم الأخيرة في الحكم حيث ورد في كتاب فصول من تاريخ دباوتراثها :لكل من هذه المناطق -مناطق الظهوريين-أمير يعتبر بمثابة الحاكم أو المسؤول ويطلق عليه عندهم(مدروب) ولا يملك هذا الأمير عساكر أو سجون أو سلاح لكن أفراد القبيلة يحترمونه ويستمعون لكلامه حيث أن لهذا الأمير من السلطة ما يجعله يضرب ويجلد أي فرد يخرج عن أعراف المجتمع وتقاليده،وهذه الإمارة تتوارثها أسرة الأمير أبا عن جدوغالبا ما يكون الأمير من عقلاء القوم وأصحاب السمعة الطيبة والمكانة الرفيعة
فإذا لم يستطع هذا الأمير (المدروب) حل مسألة من المسائل العارضة عليه فإنه يرفعها إلى السادة القواسم ليفصلوا فيها
وفي ذلك يقول الأستاذ عبد الله الطابور في كتابه جلفار عبر التاريخ :ولدى الظهوريين الكثير من المبايعات والوثائق المكتوبة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ثلاثمائةسنة تقريبا ،وهي مكتوبة في مجلس القواسم في بخا
ومجلس القواسم مجلس مشهور في بخا بمثابة مقر الحكومة هناك
لذلك فإن جميع هذه الروابط السياسية والإقتصادية والإجتماعية لا تزال تربط الظهوريين بالقواسم في وقتنا الحاضر