إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ..
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :
( قال الله : إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه ، وإذا كره لقائي كرهت لقاءه ) .رواه البخاري و مسلم
المقصود من الحديث بكراهية الموت وحبه ما يكون في ساعة الاحتضار ، ومعاينة الملائكة ، وبلوغ
الروح الحلقوم .
ففي البخاري أن عائشة رضي الله عنها أو بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم ظنت أن المقصود
منه كراهة الموت ، فقالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إنا لنكره الموت فقال :
( ليس ذاك ، ولكن المؤمن إذا حضره الموت ، بشر برضوان الله وكرامته ، فليس شيء أحب إليه مما
أمامه ، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه ،وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته ، فليس شيء
أكره إليه مما أمامه ،كره لقاء الله وكره الله لقاءه ) .
تأتي الملائكة للمؤمن في صورة حسنة جميلة ، وتبشره برضوان الله وجنته ،وتؤَمِّنه وتطمئن قلبه بألا
يخاف مما سيستقبله في عالم البرزخ والآخرة ، ولايحزن على ما خلفه من أهل ومال وولد
{إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي
كنتم توعدون }(فصلت 30)
وتأتي الكافرَ والمنافقَ في صورة مخيفة مفزعة ، وتبشره بسخط الله وغضبه وأليم عقابه ،
{ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق }(الأنفال 50)
فحينئذ يفرح المؤمن ويستبشر ويحب لقاء الله ، لِما ينتظره من حسن الجزاء ، ويكره الكافر لقاء الله
لما يعلم من سوء العاقبة .
فوائد الحديث:
1- من أحب لقاء الله أحب الله لقائه.
2- ساعة الاحتضار ، وهي ساعة يظهر فيها المستور ، وينكشف فيها المخبوء فيفرح المؤمن ويحزن الكافر
3- لا تقبل التوبة عند الغرغرة .
اللهم إنا نسالك أن تحبب إلينا لقائك، وتسهّل علينا قضاءك
اللهم حبب الينا الايمان وزينه في قلوبنا وكره الينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين.
اللهم هب لنا من ازواجنا وذريتنا قره اعين واجعلنا للمتقين إماما
اللهم اني اسالك ايمانا لايرتد ونعيما لا ينفد وقره عين لا تتقطع ولذه النظر الى وجهك ومرافقه نبيك
محمد صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم وشوقا الى لقائك وبرد العيش بعد الموت